محمود الزواوي
يجمع فيلم «الحارس الوحيد» بين أفلام الحركة والمغامرات والغرب الأميركي أي رعاة البقر. وهذا الفيلم هو الفيلم الروائي التاسع من إخراج المخرج جور فيربينسكي الحائز على جائزة الأوسكار. ويشتمل الرصيد السينمائي للمخرج جور فيربينسكي أيضا على التأليف والإنتاج، وهو منتج منفذ مشارك لفيلم «الحارس الوحيد». اشترك في كتابة سيناريو فيلم «الحارس الوحيد» الكتّاب السينمائيون جستين هيث وتيد إيليوت وتيري روسيو استنادا إلى قصة من تأليفهم. و»الحارس الوحيد» ورفيقه الهندي الأحمر «تونتو» شخصيتان خياليتان في الغرب الأميركي القديم تحاربان الظلم ظهرتا لأول مرة في مسلسل إذاعي في العام 1933 وحقق هذا المسلسل شعبية واسعة واستمر بثه حتى العام 1954، وبعد ذلك صدرت القصة في كتب المسلسلات المصورة وقدّمت في مسلسل تلفزيوني أميركي حقق شعبية جماهيرية كبيرة واستمر عرضه من العام 1949 حتى العام 1957، وفي ثلاثة أفلام سينمائية في الأعوام 1956 و1958 و1981. تبدأ أحداث قصة فيلم «الحارس الوحيد» في العام 1933، حيث يروي القصة هندي أحمر مسن لفتى صغير في سيرك متجول. وباستخدام أسلوب العرض الارتجاعي تعود أحداث القصة إلى بدايتها في ولاية تكساس في العام 1869. والهندي الأحمر هو «تونتو» (الممثل جوني ديب)، أحد الشخصيتين الرئيستين في الفيلم، والشخصية الأخرى هو رجل القانون جون ريد الذي يعرف في وقت لاحق كـ «الحارس الوحيد» (الممثل آرمي هامر). تبدأ قصة فيلم «الحارس الوحيد» بسلسلة من الأحداث والمطاردات المثيرة، حيث تقوم مجموعة من الخارجين على القانون بإطلاق سراح زعيمهم الشرير المعتقل (الممثل وليام فيتشنر)، وذلك بعد أن ينصبوا كمينا لرجل القانون جون ريد وشقيقه دان ريد (الممثل جيمس بادج ديل) وفريق حراس تكساس، ويسفر الكمين عن مقتل الشقيق. وينجح تونتو في إنقاذ ريد ويقنعه بأن يستخدم قناعا لإخفاء هويته، وبذلك أصبح القناع منذ ذلك الوقت علامة مميزة لشخصية «الحارس الوحيد». ويتحول «الحارس الوحيد» وتونتو إلى ثنائي غريب ويشتركان في مطاردة العصابة لتقديم أعضائها للقضاء، وذلك رغم الاختلاف في شخصيتهما ونظرتهما إلى الأمور. فجون ريد محام متخرج من جامعة هارفارد يتقيد باحترام القانون وتطبيقه ويتردد في اللجوء إلى استخدام القوة، في حين أن تونتو يؤمن باستخدام القوة بدلا من الاعتماد على الكلام. ويتعين عليهما التعود على العمل معا لمحاربة الظلم والفساد والجشع. وتبلغ أحداث فيلم «الحارس الوحيد» ذروتها بسلسلة من المطاردات المثيرة بين مجموعة من قاطرات القطارات المسرعة على أنغام مقطوعة «وليام تيل» الموسيقية الشهيرة للموسيقار الإيطالي جواكينو روسيني، في مثال رائع على براعة المخرج جور فيربينسكي وفريقه السينمائي. يشتمل فيلم «الحارس الوحيد» على العديد من المقومات السينمائية المتميزة كقوة الإخراج على يد المخرج جور فيربينسكي وسلاسة السيناريو وبراعة أداء بطلي الفيلم جوني ديب وآرمي هامر وتطوير شخصيات القصة وبراعة المؤثرات الخاصة وواقعيتها. ويهيمن الممثل جوني ديب على الفيلم بموهبته الفذة في تقمص شخصية الهندي الأحمر تونتو، كما يجسد الممثل آرمي هامر شخصية «الحارس الوحيد» بواقعية، علما بأن هذا الممثل قام بأداء جميع الخدع السينمائية الخطيرة دون الاستعانة بممثلين بدلاء. ويقدّم فيلم «الحارس الوحيد» نموذجا لأسلوب هوليوود الجديد الذي يعاد فيه تقديم أبطال القصص القديمة، من الأفلام السينمائية السابقة والمسلسلات التلفزيونية أو مسلسلات القصص المصورة، بخلفيات إضافية جديدة لإضفاء المزيد من الضوء على شخصياتهم وتاريخهم للأجيال الجديدة من مشاهدي السينما. ويتطلب ذلك شرحا تاريخيا مفصلا، ما يسهم في زيادة طول هذا النوع من الأفلام الجديدة، ويبلغ طول فيلم «الحارس الوحيد» 2,5 ساعة، أي بزيادة نصف ساعة عن معدل طول الفيلم السينمائي في هذه الأيام. واجه إنتاج فيلم «الحارس الوحيد» سلسلة من المشاكل المتعلقة بالتكاليف المرتفعة لإنتاج الفيلم، ما أدى إلى تأجيل تصوير مشاهد الفيلم وموعد عرضه مرارا، إلى أن تنازل بطلا الفيلم جوني ديب وآرمي هامر ومخرج الفيلم جور فيربينسكي والمنتج المنفذ جيري بروكهايمر عن 20 بالمائة من أجورهم للمساهمة في تخفيض الميزانية الضخمة للفيلم. كما أن بطل الفيلم الممثل جوني ديب تعرض لحادث خطير إثر سقوطه عن حصانه أثناء تصوير أحد مشاهد الفيلم. وأوضح جوني ديب في مقابلة تلفزيونية أن سرج الحصان لم يكن متماسكا فانزلق وأدى إلى سقوطه وجره الحصان وراءه على الأرض، مضيفا أن الحصان «سكوت» المتدرب تفاداه بالقفز من فوقه بعد أن كاد يسحق رأسه، وبذلك تجنب الإصابة بإصابات خطيرة، واقتصرت إصاباته على بعض الرضوض والخدوش. عرض فيلم «الحارس الوحيد» في مهرجان تورمينا السينمائي بإيطاليا. واحتل هذا الفيلم في أسبوعه الافتتاحي المركز الثاني في قائمة الأفلام التي حققت أعلى الإيرادات في دور السينما الأميركية، وبلغت إيراداته العالمية الإجمالية على شباك التذاكر 175 مليون دولار خلال الشهر الأول لعرضه، فيما بلغت تكاليف إنتاج هذا الفيلم 215 مليون دولار.